قد لا يختلف اثنان في أن شمال إفريقيا اليوم، ينفرد بإحدى أرذل الممارسات التي يمكن أن يتميز بها مجتمع بشري متحضر و هي معاداة المثقف، حتى أن أشهر عبارات التهديد في التعبير الشعبي هي " أنت تفهم بزاف ..." .
إن هذه التسوية بالأدنى الرامية أساسا إلى إسقاط متماثل لكل من المثقف و الجاهل كان قد عرف ظهوره أثناء ثورة التحرير الكبرى و الكل يعلم عدد المجاهدين الذين اغتيلوا أثناء الثورة و الذين لا تجمعهم إلا ميزة مشتركة واحدة، قد تكون سبب هلاكهم، و هي أنهم كلهم متعلمون و ذوو مستويات ثقافية و سياسية رفيعة.
الظاهرة امتدت بعد الثورة لتصبح ممارسة وقائية يمارسها أميو الأنظمة الحاكمة لشمال إفريقيا.
و هكذا أجبرت الفئة الذهبية لهذه المجتمعات إما على الهجرة نحو الخارج أو في أحسن الأحوال على السكوت الذي لا يمكن أن يعني إلا التواطؤ.