ما كان لثقافتنا أن تنحط إلى هذا المستوى، كما لم يكن للاستعمار أن يطول لولا خيانة النخبة الوطنية التي كان من المفروض أن تكون في صف العاملين على إذكاء الوعي القومي و على التمسك بالشخصية الأمازيغية الأصلية لشعبنا، و لكنها فضلا عن تحولها إلى أبواق تردد أفكارا أجنبية لم تزد إلا في عزلها عن الشعب، دخلت في صراعات عديمة الجدوى ضد بعضها البعض.
هذا الصراع المشبوه هو الذي كان وراء عدم قدرة البلاد على التوفيق بين ثقافتها و مجهودها التقدمي.
فبقدر ما ينم انقسام النخبة المثقفة بين شرقيين و غربيين، عن استسلام مصلحي مقيت لقناعات الأنظمة الحاكمة، بقدر ما يلقي الضوء على درجة جهلهم بحقائق وطنهم، باستثناء طبعا تلك الأقلية التي تستدعي الموضوعية التنويه بمواقفها و التي رغم تعمقها في الثقافات الأجنبية، حافظت على ضميرها الحي و لم يثنها حصار الصمت المطبق عليها عمدا، من التنبيه و التنديد بالأخطار التي ينطوي عليها الاستيلاب الثقافي.
هذا الصراع المشبوه هو الذي كان وراء عدم قدرة البلاد على التوفيق بين ثقافتها و مجهودها التقدمي.
فبقدر ما ينم انقسام النخبة المثقفة بين شرقيين و غربيين، عن استسلام مصلحي مقيت لقناعات الأنظمة الحاكمة، بقدر ما يلقي الضوء على درجة جهلهم بحقائق وطنهم، باستثناء طبعا تلك الأقلية التي تستدعي الموضوعية التنويه بمواقفها و التي رغم تعمقها في الثقافات الأجنبية، حافظت على ضميرها الحي و لم يثنها حصار الصمت المطبق عليها عمدا، من التنبيه و التنديد بالأخطار التي ينطوي عليها الاستيلاب الثقافي.