إذا كان النسف الفعلي و الكلي للاستعمار بكل تجلياته (الصريح و الضمني) رهين إنقاذ الشخصية، فليس من زائد الكلام إذن التطرق ل "الشخصية" كمفهوم.
الواقع أن كل الاجتماعيين و النفسانيين ما فتئوا يؤكدون أن للشخصية علاقة عضوية و مباشرة بالثقافة، فالبنيات الاجتماعية و المستهلك الثقافي هو القالب المباشر الذي، على شاكلته و على حجمه كذلك، تتشكل الشخصية الاجتماعية و الفردية، إن نمط الشخصية الشرقية الجانح إلى الميتافيزيقا و العائم في أحلام القوى الخفية يعكس بفصاحة يوميات المجتمعات الشرقية، العامرة بالرموز و الإيحاءات، بالقدر الذي يناقض النمط الأوروبي أسير السجن الذهبي للعقل و البرهان المنطقي الذي يرمي جانبا كل ما كانت مقدماته خاطئة و لا يأخذ إلا بما صح منها.
و بين هذا و ذاك نمط ثالث "ضمنه شمال إفريقيا" ضائع بينهما، عاجز عن القطع للعقل أو لما وراءه، ولعل الأفكار السياسية التي تغذي النضال اليومي لأحزابنا تفصح عن تضاد متطرف بين أفكار متحررة، مشرئبة لقيم العصرنة و أحكام الحضارة و أخرى متدينة في غلو وتزمت جانحة لمآثر السلف.
هذه المواجهة التي لا تخلو من ضحايا في الأرواح و خسائر في الأموال تضع، دون ريب، شمال إفريقيا في صنف الشخصية المريضة التي تكبت هزائمها العديدة بصراخ مثقل بألفاظ النصر.
الواقع أن كل الاجتماعيين و النفسانيين ما فتئوا يؤكدون أن للشخصية علاقة عضوية و مباشرة بالثقافة، فالبنيات الاجتماعية و المستهلك الثقافي هو القالب المباشر الذي، على شاكلته و على حجمه كذلك، تتشكل الشخصية الاجتماعية و الفردية، إن نمط الشخصية الشرقية الجانح إلى الميتافيزيقا و العائم في أحلام القوى الخفية يعكس بفصاحة يوميات المجتمعات الشرقية، العامرة بالرموز و الإيحاءات، بالقدر الذي يناقض النمط الأوروبي أسير السجن الذهبي للعقل و البرهان المنطقي الذي يرمي جانبا كل ما كانت مقدماته خاطئة و لا يأخذ إلا بما صح منها.
و بين هذا و ذاك نمط ثالث "ضمنه شمال إفريقيا" ضائع بينهما، عاجز عن القطع للعقل أو لما وراءه، ولعل الأفكار السياسية التي تغذي النضال اليومي لأحزابنا تفصح عن تضاد متطرف بين أفكار متحررة، مشرئبة لقيم العصرنة و أحكام الحضارة و أخرى متدينة في غلو وتزمت جانحة لمآثر السلف.
هذه المواجهة التي لا تخلو من ضحايا في الأرواح و خسائر في الأموال تضع، دون ريب، شمال إفريقيا في صنف الشخصية المريضة التي تكبت هزائمها العديدة بصراخ مثقل بألفاظ النصر.