بالإضافة إلى ما قيل، فإن إحساسا كاملا بالراحة يجب أن يتغمد المجتمع قبل مباشرته لأي إصلاح ثقافي و لن يتأتى ذلك إلا بتقدير دقيق من طرفه لكل الأخطار المحتملة
إن ما يميز المجتمع عن الفرد هو وفاءه بكل التزاماته و لكن المجتمع لا يتعهد إلا إذا استعاب بوعي كل ظروف العملية الإصلاحية و اقتنع بوجهتها التي لا يجب أن تبتعد كثيرا عن قيمه الأساسية
هذه الصرامة التي ينفرد بها المجتمع تجد تفسيرها في كون كل عملية إصلاح مساوية من الناحية النفسية، لإدانة مؤلمة لكل المؤسسات الاجتماعية القائمة و المجتمع لا يتقبل الإدانة إلا مقابل منحى واضح و دقيق لعملية التغيير
لهذا وجب أن تسبق عملية الإصلاح مرحلة إعداد نفسي لا يمكن الاستغناء عنها، يكون من بين أهدافها الأساسية:
- إقناع المجتمع (كل المجتمع) أن الإصلاح لن يرهن و لن يجازف بقيمه الأساسية بل لن يؤدي إلا إلى توظيف واع لها، يمكنه لاحقا من تطهيرها بالتخلص من أقلها ملائمة للعصر
- إقناع المجتمع (كل المجتمع) أن الإصلاح لن يرهن و لن يجازف بقيمه الأساسية بل لن يؤدي إلا إلى توظيف واع لها، يمكنه لاحقا من تطهيرها بالتخلص من أقلها ملائمة للعصر
- إقناعه بأن منتهى الإصلاح ليس الاستغناء عن إرث الأسلاف بل فقط، عيش هذه القيم بطريقة أخرى، أكثر حداثة
فكل إصلاح ثقافي إذن فاشل بالضرورة إلا إذا قرره الشعب و نفذه بنفسه على نفسه