إن السلوك التسلطي الذي يمارسه الموظف في شمال إفريقيا، ليس إلا تقليدا موغلا في القدم، موروثا عن مختلف الاستعمارات التي تداولت أرضنا، فعلى مر تلك الأزمنة، بدا الموظف سمسارا متاجرا، لا يتورع عن تسويق إخوانه و تخريب كيانهم الثقافي مقابل أجر يتناسب مع شراسة تدخلاته.
إذ في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة في الدول الحديثة جهازا يقدم خدمات هائلة للمجتمع، تبدو فيه عندنا جدارا هائلا يزيد من متاعب الشعب و يتعمد بأساليب جامدة و قاسية مراقبة المثقف و منع أي تقارب بينه و بين الشعب.
لقد لعبت الإدارة العمومية، تحديدا، الدور الذي من المفروض أنه قضي عليه بالقضاء على الاستعمار.
إن الصورة التي يستحضرها المواطن دوما و المتمثلة في تفاهة المسؤولين و عدم جديتهم، يكرسها يوميا الموظف البسيط الذي بإمكانه، رغم تفاهة منصبه، تعطيل القوانين المختومة بتوقيع رئيس الدولة.
إن الرشوة و التشريفات و الانحياز للعائلة أو الجهة، و التي تميز إدارتنا اليوم، تذكر بتقاليد الأعيان العتيقة من الهدايا و الانحناء و عادات التضامن القبلي، مما يضع الإدارة موضع الحليف المعاصر لسلطة الأعيان البالية الخادمة للمعمر الأجنبي.
إذ في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة في الدول الحديثة جهازا يقدم خدمات هائلة للمجتمع، تبدو فيه عندنا جدارا هائلا يزيد من متاعب الشعب و يتعمد بأساليب جامدة و قاسية مراقبة المثقف و منع أي تقارب بينه و بين الشعب.
لقد لعبت الإدارة العمومية، تحديدا، الدور الذي من المفروض أنه قضي عليه بالقضاء على الاستعمار.
إن الصورة التي يستحضرها المواطن دوما و المتمثلة في تفاهة المسؤولين و عدم جديتهم، يكرسها يوميا الموظف البسيط الذي بإمكانه، رغم تفاهة منصبه، تعطيل القوانين المختومة بتوقيع رئيس الدولة.
إن الرشوة و التشريفات و الانحياز للعائلة أو الجهة، و التي تميز إدارتنا اليوم، تذكر بتقاليد الأعيان العتيقة من الهدايا و الانحناء و عادات التضامن القبلي، مما يضع الإدارة موضع الحليف المعاصر لسلطة الأعيان البالية الخادمة للمعمر الأجنبي.