لنبدأ بإيديولوجية "الزنجية" التي انتهت إفريقيا و آسيا "بما فيهم العرب" إلى إدانتها و رفضها رغم أنها عبرت في زمن ما عن كل المطالب الشرعية في إعادة تثمين الخصائص الثقافية للإنسان الأسود، ضحية أكثر السلوكات الهمجية قربا من الحيوانية.
إن الزنجية رغم طابعها العنصري، الذي يرد بالمثل على الإنسان الأبيض، خطة تشريف لقيم الإنسان الأسود تماما مثل العروبة التي تمثل آيات التمجيد و التنويه بفضائل العرب و مآثرهم، فإذا كانت الأولى "الزنجية" رد فعل قاس على استعباد الوحش الأبيض للإنسان الأسود، فإن الثانية ممارسة صريحة للاستعمار في شمال إفريقيا لأنها فعل و ليست رد فعل، فما سبب رفض الأولى و تشجيع الثانية ؟
إن حركة القومية العربية اختراع غير عربي، إنتاج استعماري ولد في أوروبا على إثر ظهور نظريات "التفاوت الثقافي" الممهدة لنظريات "التفاوت العرقي" الهادفة آنذاك، إلى تبرير الاستعمار.
إن الطرح الرامي إلى إلحاق شمال إفريقيا ثقافيا و لغويا بالشرق الأوسط و بتجاهله الكم الهائل من الاختلافات الثقافية بينهما، لا يعدو أن يكون إلا دعوى إلى نوع من الزواج الجماعي بالمراسلة.
فكما أدى التهجين الثقافي للعراق و سوريا و مصر إلى الحديث عن درجات العروبة "عرب عاربة و عرب مستعربة" أي عرب أصيلة من الدرجة الأولى و أخرى هجينة من الدرجة الثانية، فالتعريب الكلي لشمال إفريقيا سوف يؤدي حتما إلى ترتيبنا في أدنى درجات العروبة.
و لعل أخطر الأسلحة المستحدثة لدى منظري القومية العربية، هو استعمال الإسلام لتبرير أطروحاتها الشمولية في شكل يذكر بالزمن الذي كان فيه العرب يمارسون النخاسة على المسلمين. إن شهرة الأمازيغ بتوغلهم في إفريقيا و أوروبا من أجل تحرير الشعوب بالإسلام، يقطع الطريق أمام كل استعمال للدين لتمرير المشروع البعثي في أرض الأحرار
إن الزنجية رغم طابعها العنصري، الذي يرد بالمثل على الإنسان الأبيض، خطة تشريف لقيم الإنسان الأسود تماما مثل العروبة التي تمثل آيات التمجيد و التنويه بفضائل العرب و مآثرهم، فإذا كانت الأولى "الزنجية" رد فعل قاس على استعباد الوحش الأبيض للإنسان الأسود، فإن الثانية ممارسة صريحة للاستعمار في شمال إفريقيا لأنها فعل و ليست رد فعل، فما سبب رفض الأولى و تشجيع الثانية ؟
إن حركة القومية العربية اختراع غير عربي، إنتاج استعماري ولد في أوروبا على إثر ظهور نظريات "التفاوت الثقافي" الممهدة لنظريات "التفاوت العرقي" الهادفة آنذاك، إلى تبرير الاستعمار.
إن الطرح الرامي إلى إلحاق شمال إفريقيا ثقافيا و لغويا بالشرق الأوسط و بتجاهله الكم الهائل من الاختلافات الثقافية بينهما، لا يعدو أن يكون إلا دعوى إلى نوع من الزواج الجماعي بالمراسلة.
فكما أدى التهجين الثقافي للعراق و سوريا و مصر إلى الحديث عن درجات العروبة "عرب عاربة و عرب مستعربة" أي عرب أصيلة من الدرجة الأولى و أخرى هجينة من الدرجة الثانية، فالتعريب الكلي لشمال إفريقيا سوف يؤدي حتما إلى ترتيبنا في أدنى درجات العروبة.
و لعل أخطر الأسلحة المستحدثة لدى منظري القومية العربية، هو استعمال الإسلام لتبرير أطروحاتها الشمولية في شكل يذكر بالزمن الذي كان فيه العرب يمارسون النخاسة على المسلمين. إن شهرة الأمازيغ بتوغلهم في إفريقيا و أوروبا من أجل تحرير الشعوب بالإسلام، يقطع الطريق أمام كل استعمال للدين لتمرير المشروع البعثي في أرض الأحرار