إن قوة العلاقة بين الثقافة و المجتمع تجعل من العسير تصور مثقف عديم الارتباط بالشعب، فغاية عمله هي قيادة الشعب نحو مقتضيات قيمه الثقافية، إن المثقف أمير و المجتمع موضوع حكمه، لقد نقل لنا التاريخ أخبار شعوب عاشت بدون ملوك و لكنه لم يحدث أن حدثنا عن ملوك بدون شعوب، إن مصلحة المجتمع تقتضي تتويج المثقف بتسلمه حق قيادة الشعب، لأنه إن كان يحتكم لنفس القيم التي يحتكم إليها أي مواطن بسيط، فالمثقف يمتاز عن هذا الأخير في كونه يعيشها بوعي، أي أنه و هو يمارس الخضوع لقيمه الثقافية، يعرف جيدا مصدرها و يدرك بدقة الاتجاه الذي تجر المجتمع نحوه، إنه يحللها و يلقي عليها الأضواء و يجعل منها موضوعا للتفكير.
عكس الانعزال الصوفي أو النخبوي الذي لا يسمح للمثقف بقيادة الشعب و لا بالتكلم باسمه و لكن إلى حد مقبول، لأن التجارب التاريخية علمتنا كذلك أن الانغماس بابتذال في البيئة الشعبية ليس له أي أثر ثقافي، بقدر ما يفتح الأبواب لكل أنواع الصراع الشعبوي حول تفاهات الزعامة.
عكس الانعزال الصوفي أو النخبوي الذي لا يسمح للمثقف بقيادة الشعب و لا بالتكلم باسمه و لكن إلى حد مقبول، لأن التجارب التاريخية علمتنا كذلك أن الانغماس بابتذال في البيئة الشعبية ليس له أي أثر ثقافي، بقدر ما يفتح الأبواب لكل أنواع الصراع الشعبوي حول تفاهات الزعامة.