إن شعبنا اليوم، و تحت تأثير إرادات شريرة، خفية و بينة، استحال كدسا متعفنا، عاجزا عن القطع في اتجاه ما، واقفا في مفترق الطرق، فريسة لصراع دموي بين مذهبين: مذهب مربوط للشرق، سجين الروحانية و اللاعقلانية، تستثمر فيه برجوازية شرهة شحذت سطوة الأموال المشبوهة عضلاتها و ملأت أوهام الجهل المدقع رؤوسها، فانبرت تستثمر ماليا و سياسيا في سذاجة الطبقات المستجهلة من الشعب التي تريحها الخرافات المبهمة و تؤنسها القوالب الجاهزة، و مذهب آخر أسير وجهة غربية متزمتة، ترتادها طبقة من المثقفين اتخمت عقولها بعض القيم الغربية المتطرفة في الدعوة إلى نبذ الماضي بكل أشكاله.
بغض النظر عن تراجيدية هذا الصراع و عبثية هذا الوضع، فنحن في الحقيقة أقرب ما نكون من الطريق الصحيح، ذلك الذي تتعلق صحته بانتقاء نقدي، يتيح لنا تأليف مزيج متجاوب بين العناصر الخصبة من تراثنا و القيم الديمقراطية المتفتحة، هذا المزيج المتجانس هو وحده الكفيل بالقضاء على هذا التردد المرضي الناتج من صراع القيم التقليدية المرفوعة من أولئك و قيم العصرنة المرفوعة من هؤلاء.
بغض النظر عن تراجيدية هذا الصراع و عبثية هذا الوضع، فنحن في الحقيقة أقرب ما نكون من الطريق الصحيح، ذلك الذي تتعلق صحته بانتقاء نقدي، يتيح لنا تأليف مزيج متجاوب بين العناصر الخصبة من تراثنا و القيم الديمقراطية المتفتحة، هذا المزيج المتجانس هو وحده الكفيل بالقضاء على هذا التردد المرضي الناتج من صراع القيم التقليدية المرفوعة من أولئك و قيم العصرنة المرفوعة من هؤلاء.